
في تاريخ الخلفاء من عهد النبي
إلى نهاية الدولة العباسية
10- المتوكل بن المعتصم (1)
232 - 247 هـ (2)
مِنْ بَعْدِ مَا الوَاثِقُ بِالدَّاءِ هَلَكْ(3)
وَتِسْعَةٌ مِنَ الشُّهُوْرِ مُتْقَنَهْ(4)
وَقَدَرٌ بِالقَتْلِ جَاءَ مَوْتُهُ(6)
فَالمُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ مَلَكْ
مُدَّتُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَهْ
إِحْدَى وَ أَرْبَعُوْنَ عَامَاً عُمْرُهُ(5)

دينار المتوكل على الله ضرب: البصرة سنة الضرب: 245 هـ الوزن:2.97 غرام القطر: 20 ملم
مركز الوجه:
لا إله إلا
الله وحده
لاشريك له
المعتز بالله
الهامش الداخلي: بسم الله ضرب هذا الدينر بالبصرة سنة خمس واربعين ومائتين
الهامش الخارجي: لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
مركز الظهر:
لله
محمد
رسول
الله
المتوكل على الله
الهامش: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
(1) هو أبو الفضل جعفر المتوكل على الله ، ابن محمد المعتصم بالله . بن هارون الرشيد بن محمد المهدي ، بن عبدالله أبي جعفر المنصور بن محمد ابن علي بن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما .
(2) بويع له بالخلافة بعد أخيه الواثق وقت الزوال من يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنين و عشرين و مائتين (البداية والنهاية 10/310 )، (الكامل في التاريخ 6/91-95). و قتل بالمتوكلية وهي الماحوزية ليلة الأربعاء للأربع خلت من شوال سنة سبع و أربعين ومائتين(البداية والنهاية 10/351 )، (الكامل في التاريخ 6/139 ) انظر قصة قتله في حاشية البيت التالي .
(3) وقد كانت علته الاستسقاء (أ)، فأقعد في تنور قد أحمي له بحيث يمكنه الجلوس فيه ليسكن وجعه، فلان عليه بعض الشيء اليسير، فلما كان من الغد أمر بأن يحمى أكثر من العادة فأجلس فيه ثم أخرج فوضع في محفة فحمل فيها و حوله أمراؤه و وزراؤه و قاضيه، فمات وهو محمول فيها، فما شعروا حتى سقط جبينه على المحفة وهو ميت، فغمض القاضي عينيه بعد سقوط جبينه... وقد جمع الواثق أصحاب النجوم في زمانه حين اشتدت علته، فلما جمعهم أمرهم أن ينظروا في مولده وما تقتضيه صناعة النجوم كم تدوم أيام دولته، فاجتمع عنده من رؤوسهم جماعة؛ فنظروا في مولده وما يقتضيه الحال عندهم، فأجمعوا على أنه يعيش في الخلافة دهراً طويلاً، وقدروا له خمسين سنة مستقبلة من يوم نظروا نظر من لم يبصر، فإنه لم يعش بعد قولهم و تقديرهم إلا عشرة أيام حتى هلك.
(4) وقال أحمد بن محمد الواثقي: كنت فيمن يُمَرِّضُ الواثق فلحقه غشية وأنا وجماعة من أصحابه قيام فقلنا: لو عرفنا خبره، فتقدمت إليه، فلما صرت عند رأسه فتح عينيه فكدت أموت من خوفه، فرجعت إلى الخلف وتعلقت قنبعة سيفي في عتبة المجلس فاندقت وسلمت من جراحه ووقفت في موقفي، ثم إن الواثق مات و سجيناه وجاء الفراشون وأخذوا ما تحته في المجلس و رفعوه لأنه مكتوب عليهم؛ واشتغلوا بأخذ البيعة وجلست على باب المجلس لحفظ الميت؛ ورددت الباب فسمعت حساً ففتحت الباب وإذا جرذ قد دخل من بستان هناك فأكل إحدى عيني الواثق، فقلت: لا إله إلا الله هذه العين التي فتحها من ساعة فاندق سيفي هيبة لها صارت طعمة لدابة ضعيفة وجاؤوا فغسلوه فسألني أحمد بن أبي دؤاد عن عينه فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها فعجب منها (الكامل في التاريخ6/91-92 )، ، وقال بعضهم: العين وما كان حولها من الخدين (البداية والنهاية 10/308-310).
(5) وكانت مدة خلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام (البداية والنهاية 10/352)، (الكامل في التاريخ6/139).
(6) وله من العمر أربعون سنة (البداية والنهاية 10/352)، (الكامل في التاريخ 6/139).
(7) قال ابن كثير: كان مقتل الخليفة المتوكل على الله على يد ولده المنتصر، وكان سبب ذلك أنه أمر ابنه عبدالله المعتز الذي هو ولي العهد من بعده أن يخطب بالناس في يوم جمعة، فأداها أداءً عظيماً بليغاً، فبلغ ذلك من المنتصر كل مبلغ، وحنق على أبيه و أخيه، فأحضره أبوه وأهانه وأمر بضربه في رأسه وصفعه وصرح بعزله عن ولاية العهد من بعد أخيه، فاشتد أيضاً حنقه أكثر مما كان.
فلما كان يوم عيد الفطر خطب المتوكل بالناس وعنده بعض ضعف من علة به، ثم عدل إلى خيام قد ضربت له أربعة
أ. قال ابن منظور: السَّقْيُ و السِّقْيُ: ماءٌ يقع في البطن، و أنكر بعضهم الكسر. وقد سقى بطنه واستسقى و أسقاه الله. و السِّقْيُ: ماءٌ أصفر يقع في البطن. يقال: سَقى بطنه يسقي سقياً أبوزيد: استسقى بطنه استسقاءً أي: اجتمع فيه ماء أصفر... وفي حديث عمران بن حصين: أنه سُقِيَ بطنه ثلاثين سنة. يقال: سُقِيَ بطنُه وسَقَى بطنُه واستسقى بطنه أي حصل فيه الماء الأصفر... والسِّقْيُ مايكون في نفافيخ بيض في شحم البطن. (اللسان 14/394 باختصار).

