
في تاريخ الخلفاء من عهد النبي
إلى نهاية الدولة العباسية
11- المنتصر محمد بن المتوكل بن المعتصم (1)
247 - 248 هـ (2)
وَهْوَ بِذَنْبِهِ ذَمِيْمٌ خَاسِرُ(3)
مُعَـاقَبٌ في مَوْتِـهِ بِعِلَّـةِ(5)
فِيْــــــهِ غُرُوْرٌ بِأَبِيْـــهِ فَـتَـنـَــــــهْ(7)
بَعْدَ أَبِيْـهِ مَلَـكَ المُنْتَصِـرُ
وَلمْ يَدُمْ غَيرَ شُهُوْرٍ سِتَّةِ(4)
وَ عُمْرُهُ سِــتٌّ وَعِشْـــرُوْنَ سَنَــهْ (6)

أحد المباني العباسية في بغداد
(1) هو أبو جعفر محمد المنتصر بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله ، بن هارون الرشيد . ابن محمد المهدي ، بن عبدالله أبي جعفر المنصور ، ابن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما.
(2) بويع له بالخلافة بعد قتله أبيه ليلة الأربعاء رابع شوال سنة سبع و أربعين و مائتين (البداية والنهاية 10/352)، (الكامل في التاريخ 6/141 ). و مات يوم الأحد لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين (البداية والنهاية 10/354 )، (الكامل في التاريخ 6/148 ).
(3) ذنبه ولا شك قتله والده من أجل الحكم.. انظر حاشية البيت التالي .
(4) قال ابن كثير: ولا خلاف أنه إنما مكث بالخلافة ستة أشهر لا أزيد منها. وذكر ابن جرير عن بعض أصحابه أنه لم يزل يسمع الناس يقولون – العامة وغيرهم حين ولى المنتصر – إنه لايمكث في الخلافة سوى ستة أشهر، وذكر مدة خلافة من قتل أباه لأجلها، كما مكث شبرويه بن كسرى حين قتل أباه لأجل الملك، وكذلك وقع. (البداية والنهاية 10/354 )، ولابن الأثير مثل ذلك (الكامل في التاريخ 6/148).
(5) قـال ابــن كثـيـر: .. في أواخر صفر مـن هــذه السنة – 248 هـ- عرضت له علة كان فيها حتفه وقد كان المنتصر رأى في منامه كأنه يصعد سلماً فبلغ إلى آخر خمس وعشرين درجة فقصها على بعض المعبرين فقال: تلي خمساً وعشرين سنة الخلافة، وإذا هي مدة عمره قد استكملها في هذه السنة. وقال بعضهم: دخلنا عليه يوماً فإذا هو يبكي وينتحب شديداً، فسأله بعض أصحابه عن بكائه، فقال: رأيت أبي المتوكل في منامي هذا وهو يقول: ويلك يا محمد قتلتني و ظلمتني و غصبتني خلافتي، والله لا أمتعت بها بعدي إلا أياماً يسيرة ثم مصيرك إلى النار، قال: فما أملك عيني ولا جزعي . فقال له أصحابه من الغرارين الذين يغرون الناس و يفتنونهم: هذه رؤيا وهي تصدق و تكذب، قم بنا إلى الشراب ليذهب همك و حزنك، فأمر بالشراب فأحضر وجاء ندماؤه فأخذ في الخمر وهو منكسر الهمة، وما زال كذلك مكسوراً حتى مات. وقد اختلفوا في علته التي كان فيها هلاكه، فقيل داء في رأسه فقطر في أذنه دهن فلما وصل إلى دماغه عوجل بالموت، وقيل بل ورمت معدته فانتهى الورم إلى قلبه فمات، وقيل: بل أصابته ذبحة فاستمرت به عشرة أيام فمات، وقيل بل فصده الحجام بمفصد مسموم فمات من يومه، قال ابن جرير: أخبرني بعض أصحابنا أن هذا الحجام رجع إلى منزله وهو محموم فدعى تلميذاً له حتى يفصده فأخذ مبضع أستاذه ففصده به وهو لا يشعر وأنسى الله سبحانه الحجام فما ذكر حتى رآه قد فصده به فتحكم فيه السم، فأوصى عند ذلك ومات من يومه.وذكر ابن جرير أن أم الخليفة دخلت عليه وهو في مرضه الذي مات فيه فقالت له: كيف حالك؟ فقال: ذهبت مني الدنيا و الآخرة، ويقال إنه أنشد لما أحيط به و أيس من الحياة: فما فرحت نفسي بدنيا أصبتها * ولكـن إلـى الـرب الكريم أصيرفـمات يوم الأحد لخمس بقين من ربيع الآخر من هذه السنة –248 هـ – وقت صلاة العصر. وكان من كلامه: والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه، ولا ذل ذو حق ولو اتفق العالم عليه (البداية والنهاية 10/354 )، (الكامل في التاريخ 6/148 ).
(6) وكان عمره خمس و عشرين سنة، قيل: وستة أشهر. (البداية والنهاية 10/354 )، وقيل أيضاً أربع و عشرين سنة (الكامل في التاريخ 6/148 ).
(7) اغتر بالملك فافتتن في قتله أباه.
