
في تاريخ الخلفاء من عهد النبي
إلى نهاية الدولة العباسية

التعريف بالناظم
هو الشيخ العالم / ثاني بن منصور بن راشد بن منصور الراشد العلي آل بوعينين العبدلي الدارمي التميمي؛ المعروف بالشيخ ثاني المنصور، ولد في بلدة الوكرة بقطر عام 1333هـ وانتقل مع بعض قبيلته إلى بلدة عينين (الجبيل حالياً في المملكة العربية السعودية) في هجرتهم الثانية عام 1340 هـ.
طلب العلم على يد والده الشيخ منصور بن راشد آل بوعينين ثم انتقل إلى الأحساء لطلب العلم ودراسة الفقه على المذاهب الأربعة عند عائلة آل مبارك المشهورة بالعلم في الأحساء. ثم انتقل إلى مكة المكرمة لاستكمال طلبه العلم.
عمل مدرساً بمدرسة الجبيل الأميرية؛ وهي أول مدرسة حكومية بالجبيل؛ منذ افتتاحها عام 1363ه. وتدرج في العمل فيها حتى عين وكيل المدرسة. ثم انتقل مديراً لمدرسة دارين الابتدائية عام 1369ه. ثم مديراً لمدرسة الخالدية الابتدائية بالرياض عام 1371 هـ.
عمل بعد ذلك مستشاراً شرعياً بوزارة المواصلات (للنظر في قضايا الوزارة لدى المحاكم الشرعية). ثم مفتشاً عاماً للعلوم الدينية بوزارة المعارف. بالإضافة إلى الإشراف العام على ما ينشر ويذاع في الإذاعة والتلفزيون السعودي لكل ما يخص الدين واللغة والتاريخ.
وكان له برنامج (كلمات من نور) يذاع عصر كل يوم في إذاعة الرياض ثم أعيد في التلفزيون.
وكان خطيباً لجامع مطار الرياض إلى أن توفي منتصف ذوالحجة عام 1393هـ وقد تربى في بيت علم وفضل؛ فجده الشيخ راشد بن علي كان في مدينة الوكرة بقطر يعلِّم القرآن والحديث ويقضي بين الناس ويحل مشاكلهم وكان إمام الناس وخطيبهم، كما كان له الفضل في طرد السحرة الذين يسرقون بيوت الناس.
ووالده الشيخ منصور كان خطيباً وإماماً بمدينة الجبيل؛ كما كان مساعداً لقاضي الجبيل في حل مشاكل الناس. ثم أخوه الشيخ محمد بن منصور الذي كان إماماً في الجبيل منذ نعومة أظفاره وحتى توفاه الله.
وقد كتب الشيخ ثاني في مجال الشعر العربي الفصيح الكثير من القصائد التي يغلب على معظمها الطابع الوطني والديني. وله أيضاً قصائد في الحكمة ومنها:
كل إلى شرف العلياء ميّال لولا المشقة حفتها وأهوال
ولم ينلها سوى الشهم المهذب مَن بالعلم في الناس قوّال وفعّال
وكتب أيضاً الشعر في مجال الوصف كقوله:
قد غردت فوق غصن الأيك مطربة ونغمت بجميل الصوت أطيار
ألحان بشرٍ نواليها ونرسلها تحية كلها ود وإكبار
ويقول في ( صرخة فلسطين )، إحدى قصائده القومية:
وتوفي بالرياض عام 1393هـ مخلفاً وراءه مؤلفات أكثرها منظومة، منها عقيدة السلف الصالح ومنتهى الإرادات في فقه الإمام أحمد بن حنبل وباقة من التاريخ، وديوان بعنوان زهر الربيع أما في النثر فإن له كتاب بعنوان كلمات من نور.
صرخة في حمى فلسطين دوت
يملؤ الخافقين صوت صداها
صـرخة أذكت القلوب من
تبعث الغيرة المضية في الأجسام
رددت في بني الدين صوتاً
قد أقضـت مضاجع الأبطال
وصـلاح الدين أو طارق الليث
لطغات بغوا وشـنّوا هجوماً
وأحلّوا بالأبريـاء عذابـاً
وترى الطائرات تمطر فيهم
وضحايا الهجوم قتلى وصرعى
وتوالت قصـف المدافع فيهم
فتراهم قد شردوا في الصحاري
وتداعوا والجوع يفتك فيهـم
يا بني الضـاد أنتم خير ذخرٍ
فأمدّوهـم بعون سخيٍ
وابذلوا للجهـاد منكم جهوداً
عاش من كان باذلاً بسخاء
تُسـمع الكون والوجود جهارا
شارك الليل طوله والنهارا
الظغن فوافت من الابـاة إنفجارا
غلى من المضاضة نارا
تبتغي الرد من بني الضاد ثارا
واسـتذكرت خالد المغوارا
و جيشــهــا الـجـرارا
طائعي في نفوذهـم غدارا
كبّدوهـم خسـائراً وضرارا
قاذفـات الحميم كالرعد نارا
والشظايا تطير فيهم شـرارا
فأماتت نسـاءهم والعذارا
بعدمـا دك اليهود الديارا
ويظجون مـا وجدوا دثارا
بات للعرب في فلسطين جارا
يبق في غابر الزمان فخارا
ونفيسـاً وعسـجد ونضارا
وكفاحاً به يحوز انتصارا
