top of page

5- الرشيد بن المهدي (1)
170 - 193 هـ (2)

هَارُوْنُ في تَدْبِيْرِهِ رَشِيْدُ
وَقَمَعَ الشِّرْكَ أَمَاتَ البِدْعَهْ (3)

ثُمَّ حَضَارَةٌ إِلى أَعْلَى الرُّتَبْ
وَسِتَّةُ الشُّهُوْرِ أَوْفَتْ حَسَنَهْ (4)

قَدْ عَاشَ فِيْهَا في نَعِيْمٍ حُكْمُهُ

فَوَلِيَ الخِلاَفَةَ الرَّشِيْدُ
قَدْ نَاصَرَ العِلْمَ وَ أَحْيَاْ السُّنَّهْ وَعَهْدُهُ فَعَهْدُ عِلْـمٍ وَأَدَبْ
بَقِيْ ثَلاَثَاً ثمَّ عِشْرِيْنَ سَنَهْ

(وَأَرْبَعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سِنُّهُ (5

دينار هارون الرشيد سنة الضرب: 186 هـ     الوزن: 4.14 غرام  

 مركز الوجه:  لا إله إلا 

     الله وحده 

     لاشريك له 

الهامش: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله 

 مركز الظهر: محمد 

      رسول 

     الله

 الهامش: بسم الله ضرب هذا الدينر سنة ست وثمنين ومئه

(1) هو أبو جعفر هارون الرشيد ، بن محمد المهدي بن عبدالله أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي ابن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما.

(2) بويع له بالخلافة ليلة مات أخوه، وذلك ليلة الجمعة للنصف من ربيع الأول سنة سبعين ومائة للهجرة (البداية والنهاية 10/160)، (الكامل في التاريخ5/277).

 

وتوفي في خراسان بقرية من قرى طوس يقال لها سناباذ ليلة السبت وقيل ليلة الأحد مستهل جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و مائة (البداية والنهاية 10/213)، (الكامل في التاريخ 5/352). ولموته قصة غريبة، فقد روى ابن كثير (10/213، 221) أن الرشيد كان قد رأى وهو بالكوفة رؤيا أفزعته و غمه ذلك، فدخل عليه جبريل بن بختيشوع فقال: مالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيت كفاً فيها تربة حمراء خرجت من تحت سريري وقائلاً يقول: هذه تربة هارون، فهوَّنَ عليه جبريل أمرها وقال: هذه من أضغاث الأحلام من حديث النفس، فتناساها يا أمير المؤمنين. فلما سار يريد خراسان ومر بطوس واعتقلته العلة بها، ذكر الرؤيا فهاله ذلك وقال لجبريل: ويحك ! أما تذكر ما قصصته عليك من الرؤيا؟ فقال: بلى. فدعا مسروراً الخادم وقال: ائتني بشيء من تربة هذه الأرض، فجاءه بتربة حمراء في يده، فلما رآها قال: والله هذه الكف التي رأيت ، والتربة التي كانت فيها. قال جبريل: فوالله ما أتت عليه ثلاث حتى توفي، وقد أمر بحفر قبره قبل موته في الدار التي كان فيها، وهي دار حميد بن أبي غانم الطائي، فجعل ينظر إلى قبره وهو يقول: يا ابن آدم تصير إلى هذا. ثم أمر أن يقرأ القران في قبره، فقرؤوه حتى ختموه وهو في محفة على شفير القبر.. ، وأمر أن يوسع عند صدره و أن يمد عند رجليه، ثم جعل يقول: {ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه} ويبكي . وقيل إنه لما احتضر قال: اللهم انفعنا بالإحسان، واغفر لنا الإساءة، يا من لا يموت ارحم من يموت.

 

وكان مرضه بالدم وقيل بالسل، وجبريل الطبيب يكتم ما به من العلة، فأمر الرشيد رجلاً أن يأخذ ماءه في قارورة ويذهب به إلى جبريل فيريه إياه، ولا يذكر له بول من هو، فإن سأله قال: هو بول مريض عندنا، فلما رآه جبريل قال لرجل عنده: هذا مثل ماء ذلك الرجل. ففهم صاحب القارورة من عني به، فقال له: بالله عليك أخبرني عن حال صاحب هذا الماء. فإن لي عليه مالاً، فإن كان به رجاء وإلا أخذت مالي منه فقال: اذهب فتخلص منه فإنه لا يعيش إلا أياماً. فلما جاء وأخبر الرشيد بعث إلى جبريل

فتغيب حتى مات الرشيد. وقد قال الرشيد وهو في هذه لحال:

 

إني بطـوسٍ مقيمُ               مالي بها من حميمُ

أرجـو إلهـي لما بي                فـإنـــه بـي رحيــم

لقد أتى بيَ طوساً             قـضــاؤه المـحـتـومُ

وليـس إلا رضائـي            والصـبـرُ والتسليـمُ

 

(3) فمن ذلك ما أورده ابن كثير حيث قال: قال بعضهم: دخلت على الرشيد وبين يديه رجل مضروب العنق والسياف يمسح سيفه في قفا الرجل المقتول، فقال الرشيد: قتلته لأنه قال القرآن مخلوق، فقتله على ذلك قربة إلى الله. وقال بعض أهل العلم: يا أمير المؤمنين انظر هؤلاء الذين يحبون أبا بكر وعمر و يقدمونهما فأكرمهم بعز سلطانك، فقال الرشيد: أولست كذلك؟ أنا والله كذلك أحبهما وأحب من يحبهما وأعاقب من يبغضهما … وفضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جداً.

 

وقد ذكر الأئمة من ذلك شيئاً كثيراً فذكرنا منه أنموذجاً صالحاً. وقد كان الفضيل بن عياض (أ) يقول: ليس موت أحد أعز علينا من موت الرشيد، لما أتخوف بعده من الحوادث، وإني لأدعو الله أن يزيد في عمره من عمري . قالوا: فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفتن و الحوادث و الاختلافات، و ظهر القول بخلق القرآن، فعرفنا ما كان تخوفه الفضيل من ذلك. (البداية والنهاية 10/215 ، 221)، (الكامل في التاريخ 5/358 ).

 

(4) وكان ملكه ثلاثاً وعشرين سنة و شهراً و ثمانية عشر يوماً وقيل: وثلاثة أشهر (البداية والنهاية 10/213)، (الكامل في التاريخ 5/354 ).

 

(5) وكان عمره خمس و قيل سبع وأربعين سنة (البداية والنهاية 10/213)، (الكامل في التاريخ 5/354).
 

(أ) الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي أبو علي الزاهد أحد العباد روى عن الأعمش ومنصور وجعفر الصادق وسليمان التيمي وحميد الطويل ويحيى الأنصاري وخلق وعنه الشافعي والسفيانان وابن المبارك ويحيى القطان وبشر الحافي والسري السقطي وخلق  قال ابن سعد كان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث مات بمكة في أول سنة سبع وثمانين ومائة (طبقات الحفاظ110)​

  • YouTube
  • Facebook Clean Grey
  • Twitter Clean Grey
  • Grey Instagram Icon
bottom of page