وَتِسْعَةٌ مِنَ الشُّهُوْرِ قَدْ أَتمّْ(3)

في عَدْلِهِ وَحُكْمِهِ قَدْ اِنْتَهَىْ(4)

ثُمَّ ثَلاثٍ أُثْبِتَتْ يَقِيْنَاْ

مُحَمَّدُ الظَّاهِرُ بَعْدُ قَدْ حَكَمْ

وَهْوَ الَّذِيْ بِالْعُمَرَيْنِ شُبِّهَـاْ
في سِتُّمَائَةٍ تَلِيْ عِشْرِيْنَا

(1) هو أبو نصر محمد الظاهر بأمر الله بن أحمد الناصر لدين الله بن الحسن المستضيئ بالله . ابن يوسف المستنجد بالله بن محمد المقتفى بأمر الله بن الفضل المسترشد بالله بن أحمد المستظهر بالله بن عبدالله المقتدي بأمر الله . ابن محمد بن عبدالله القائم بأمر الله بن أحمد القادر بالله بن الأمير اسحاق بن جعفر المقتدر بالله . ابن أحمد المعتضد بالله بن الأمير طلحة الموفق ، ابن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله . ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي ، بن عبدالله أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله ابن العباس رضي الله عنهما.

(2) بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه الناصر لدين الله يوم الأحد آخر يوم من شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة (البداية والنهاية 13/106)، (الكامل في التاريخ 10/453). .. و توفي يوم الجمعة ضحى الثالث عشر من رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة (البداية والنهاية 13/112)، (الكامل في التاريخ 10/464).

(3) كانت خلافته تسعة أشهر وأربعة عشر يوماً (البداية والنهاية 13/112)، (الكامل في التاريخ 10/464). وكان عمره اثنان وخمسون سنة (البداية والنهاية 13/112)، (الكامل في التاريخ 10/452).

(4) قال ابن الأثير: لما ولي الخلافة أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العمرين، فلو قيل إنه لم يل الخلافة بعد عمر بن عبدالعزيز مثله لكان القائل صادقاً، فإنه أعاد الأموال المغصوبة في أيام أبيه وقبله شيئاً كثيراً، وأطلق المكوس في البلاد جميعها.. وكان نعم الخليفة جمع الخشوع مع الخضوع لربه، والعدل والإحسان إلى رعيته .

ولم يزل كل يوم يزداد من الخير والإحسان إلى الرعية، فرضي الله عنه وأرضاه، وأحسن متقلبه ومثواه فلقد جدد من العدل ما كان دارساً وأذكر من الإحسان ما كان منسياً، وكان قبل وفاته أخرج توقيعاً إلى الوزير بخطه على أرباب الدولة وقال الرسول: (أمير المؤمنين يقول: ليس غرضنا أن يقال: بَرَزَ مرسومٌ أو نَفَذَ مثالٌ ثم لا يبين له أثر،بل أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال) فقرأه فإذا أوله بعد البسملة ( اعلموا أنه ليس إمهالنا إهمالاً، ولا إغضاؤنا إغفالاً، ولكن لنبلوكم أيكم أحسن عملاً، وقد عفونا لكم ما سلف من اخراب البلاد، وتشريد الرعايا، وتقبيح الشريعة، وإظهار الباطل الجلي في صورة الحق الخفي حيلة ومكيدة، وتسمية الاستئصال والاحتياج استيفاء، واستدراك الاغراض انتهزتم فرصها مختلسة من براثن ليث باسل، وأنياب أسد مهين.

تتفقون بألفاظ مختلفة على معنى، وأنتم أمناؤه وثقاته، فتميلون رأيه إلى هواكم، وتمزجون باطلكم بحقه، فيطعمكم وأنتم له عاصون، ويوافقكم وأنتم له مخالفون، والآن قد بدل الله سبحانه بخوفكم أمناً، وبفقركم غنىً، وبباطلكم حقاً، ورزقكم سلطاناً يقيل العثرة، ولا يؤاخذ إلا من أصر، ولا ينتقم إلا ممن استمر، يأمركم بالعدل، وهو يريده منكم، وينهاكم عن الجور وهو يكرهه لكم، يخاف الله تعالى فيخوفكم مكره، ويرجو الله تعالى ويرغبكم في طاعته، فإن سلكتم مسالك نواب خلفاء الله في أرضه و وأمنائه على خلقه، و إلا هلكتم، والسلام ).

ولما توفي وجدوا في بيته في داره ألوف رقاع كلها مختومة لم يفتحها، فقيل له: ليفتحها. فقال: لاحاجة لنا فيها كلها سعايات، ولم أزل – علم الله سبحانه مذ ولي الخلافة – أخاف عليه قصر المدة لخبث الزمان وفساد أهله وأقول لكثير من أصدقائنا: وما أخوفني أن تقصر مدة خلافته لأن زماننا وأهله لايستحقون خلافته، فكان كذلك أ.هـ(الكامل في التاريخ10/453،464).